من هو عبد الهادي الخواجة؟

عبد الهادي الخواجة، من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان طيلة حياته. بدأ نشاطه الحقوقي في العام 1970، بعد دراسته في الخارج. وبسبب نضاله لأجل حقوق الإنسان في البحرين، تم سحب جنسيته البحرينية مما أجبره وعائلته للحياة في المنفى.

حصل الخواجة وعائلته على حق اللجوء السياسي في الدنمارك في عام 1991 حيث تعلموا اللغة الدنماركية و نشطوا في المجتمع الدنماركي. من الدنمارك أسس عبد الهادي منظمة البحرين لحقوق الإنسان (BHRO) وعمل مع الأمم المتحدة للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين في البحرين. كان أول ممثل للمجتمع المدني في البحرين الذي تحدّث في جلسة الاستعراض الدوري الشامل في جنيف.

عاش عبد الهادي الخواجة وعائلته في المنفى لمدة 12 عامًا في الدنمارك حيث أصبحوا مواطنين دنماركيين. عادت العائلة إلى البحرين في العام 2001، لأن الحكومة البحرينية أبدت مؤشرات على الاستعداد للإصلاح ووعدت بإعادة منح الجنسية البحرينية للأشخاص الذين تم نفيهم. عاد الخواجة إلى البحرين للنضال من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان في البلاد.

بين عامي 2001 و2011 ، تعرّض الخواجة للتهديدات والمضايقات والاحتجاز والمحاكمة الجائرة والاعتداء الجسدي، بسبب نضاله السلمي المطالب بإصلاحات ديمقراطية وتحسين حالة حقوق الإنسان في البحرين خلال هذه الفترة.

تزامناً مع المظاهرات في تونس ومصر، شهدت البحرين سلسلة من الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة في الفترة من 14 فبراير/شباط إلى 18 مارس/ آذار من العام 2011. من بين أهم مطالب تلك الاحتجاجات، المطالبة بالحرية، صياغة دستور جديد ، ووضع حد للانتهاكات الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان وإجراء انتخابات نزيهة. قامت السلطات البحرينية بقمع تلك المظاهرات بوحشية مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص واعتقال وتعذيب الآلاف. خلال تلك الانتفاضة، قاد الخواجة احتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية في جميع أنحاء البحرين ونظم حملات توعية وتثقيف في حقوق الإنسان.

في 9 أبريل/نيسان من العام 2011 ، قامت السلطات البحرينية بالقبض على عبد الهادي الخواجة باستخدام العنف، مما أدى إلى إصابته بجروح متعددة ، أبرزها أربعة كسور في عظام وجنتيه وفكه. ثم في يونيو/ حزيران من العام نفسه، حوكم الخواجة أمام محكمة عسكرية خاصة إلى جانب أبرز قادة المعارضة المعروفون باسم “البحرين ثلاثة عشر”. حينها تم الحُكم على الخواجة بالسجن المؤبد، وذلك عبر محاكمات جائرة لا تتوافق مع القانون الجنائي البحريني أو المعايير الدولية للمحاكمة العادلة وأثارت قلق المجتمع الدولي بخصوص واقع حقوق الإنسان في البحرين. لحظة صدور الحكم رفع الخواجة قبضته وقال “سنواصل طريق المقاومة السلمية” مما أدى إلى اقتياده إلى خارج قاعة المحكمة وضربه.

تعرض الخواجة أثناء اعتقاله للتعذيب الممنهج والعنف الجسدي والجنسي والحبس الانفرادي المطول. وقد حُرم من الحصول على العلاج الطبي المناسب. وكنتيجة مباشرة لسجنه وتعذيبه وعدة إضرابات عن الطعام، أصبحت صحة عبد الهادي الخواجة في حالة حرجة وتستدعي اهتماماً خاصاً.

يشمل نشاط عبد الهادي الخواجة ونضاله من أجل المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان عدداً كبيراً من المبادرات نذكر منها: العمل كمنسق حماية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المؤسسة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، والمشاركة كذلك في تأسيس مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، كما شارك في تأسيس وإدارة مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR).

ولأجل نضاله الطويل، فاز الخواجة بالعديد من الجوائز البارزة في مجال حقوق الإنسان ، بما في ذلك جائزة مارتن إينالز (Martin Ennals) للمدافعين عن حقوق الإنسان في العام 2022 ، و جائزة Dignity World Without Torture في العام 2013، و Politiken Freedom Award في العام 2012، و Freedom House Freedom Award في العام 2012.
كما تم ترشيح عبد الهادي الخواجة للحصول على جائزة نوبل للسلام. عام 2013 مع ابنتيه زينب ومريم الخواجة.