سلطات البحرين تُعرّض السجناء لـ"الموت البطيء" بعدم تقديم العلاج والرعاية الصحية، وفقاً للخواجة.
- كما ذكرنا سابقا، منذ أكثر من أربعة أسابيع، نُقِل الخواجة إلى مستشفى الطوارئ بسبب مشكلة قلبية طارئة، ثم مُنع من الوصول إلى أخصائي قلب.
- لاحقاً، حُرم الخواجة من موعدين محددين سابقاً، في 19 مارس و26 مارس تباعاً.
- بالأمس، في 6 أبريل، أصدرت السلطات البحرينية بياناً علنياً كاذباً حول صحة الخواجة، حيث زعمت أن مواعيد الخواجة أُلغيت لرفضه الامتثال للوائح المعمولة بها.
- في اتصال مع ابنته في نفس اليوم، صحح الخواجة البيان الكاذب مرة أخرى مؤكداً أنه وافق على الامتثال لجميع اللوائح للذهاب إلى الطبيب على الرغم من تأثيرها السلبي على صفحته، ما حدا به لأن يقول: “عندما أنظر للصورة الكاملة، لا يسعني إلا أن أستنتج أنها نوع من الموت البطيء، فهم يحاولون إنهاء حياتنا من خلال عدم توفير العلاج والرعاية الصحية”.
——
في السادس من أبريل، نشرت “مستشفيات حكومة البحرين” على وكالة أنباء البحرين (الناطقة باللغة العربية) بيانًا زعم فيه أن الخواجة ” خضع مؤخرا للعناية الطبية اللازمة والتي أثبتت أنه لا يعاني من أي مشكلات في القلب أو الصدر”، بالإضافة إلى الزعم بأنه “كان لديه موعدان طبيان بتاريخ 26 مارس 2023 لإجراء فحوصات طبية في القلب والبروستاتا، إلا أنه رفض نقله للمستشفى باستخدام الحافلة المخصصة لنقل النزلاء من مركز الإصلاح والتأهيل إلى المستشفى”.
وعند المعرفة بهذا البيان، اتصل الخواجة بابنته لتصحيح خطأين في البيان الكاذب.
1- كما ذُكر سابقًا، أخبر الخواجة ابنته أنه مضطر لقبول جميع اللوائح ليتم نقلها إلى الموعد. وقال في المكالمة:
كان من المقرر نقلي إلى المستشفى [في 26 مارس]. اضطررت لقبول الذهاب مع “المدرعة التركية“. وافقت على أنه بإمكانهم وضع القيود على يدي أثناء وجودي في المستشفى العسكري، ورغم ذلك رفضوا اصطحابي. منذ الساعات الأولى من الصباح كنت مستيقظًا وجاهزًا ، لكن في النهاية لم يأخذوني”.
2- في المكالمة، قوّض الخواجة مصداقية بيان المستشفيات الحكومية بقوله:
“خلال فترة الذهاب والإياب مع السلطات، كان الأشخاص المنخرطون هم الضابط المسؤول عن المبنى، والشرطة، والمسؤولين عن الحركات الداخلية والخارجية. لم أر أي شخص مسؤول له علاقة بالشؤون الطبية؛ لا ممرضين ولا إداريين، لا أحد إلا الشرطة والضباط. فكيف تقول المستشفيات الحكومية إنني رفضت الذهاب إلى المستشفى؟ […] هذا دليل على أنهم الآن يستخدمون اسم وزارة الصحة والمستشفيات فقط لإصدار بيانات نيابة عنهم على الرغم من نقص المعرفة أو التفاصيل “.
الإجراءات الصارمة تزداد قسوة
تشددت اللوائح المتعلقة بنقل السجناء من وإلى المواعيد الطبية والقضائية خلال الأشهر الماضية. قبل حوالي العام، كان بإمكان إدارة السجن والأطباء أن يقرروا إعفاء السجناء من الإجراءات والتي تشمل النقل على ما يسمى بـ “المدرعة التركية” وتقييد اليدين. الآن الإجراءات تزداد صعوبة، ويبدو أنها صارت تحت إشراف وكيل وزارة الداخلية، ناصر بن عبد الرحمن آل خليفة.
تُطبّق هذه اللوائح الأشد صرامة ليس فقط على الخواجة، ولكن على السجناء البارزين الآخرين أيضًا. عبد الوهاب حسين والشيخ عبد الجليل المقداد هما مثالان حديثان حيث حرمتهم السلطات البحرينية من المواعيد الطبية الهامة. ونظم المقداد وقفة احتجاجية في ساحة السجن لمدة يومين بسبب حرمانه من الوصول إلى مواعيده الطبية رغم موافقته على وسيلة المواصلات التي من شأنها التأثير سلباً على صحته.
موت بطيء
وُجهت انتقادات شديدة للوضع العام في السجن، وخاصة الحرمان من الحصول على العلاج الطبي المناسب، من قبل الجهات الدولية لمرات عديدة سابقاً. وأوضح الخواجة الوضع قائلاً: “عندما أنظر إلى الصورة الكاملة، لا يسعني إلا أن أستنتج أنها نوع من الموت البطيء. إنهم يحاولون إنهاء حياتنا من خلال عدم توفير العلاج والرعاية الصحية. خاصة مع الحالات التي هي أسوأ بكثير من حالتي. يبدو أن هذا القرار قد تم اتخاذه على أعلى المستويات”.
علقت ابنة عبد الهادي الخواجة، مريم الخواجة على ذلك بالقول: “من سلوكيات النظام البحريني النمطية أن يصدر بياناً رسمياً كاذباً عن سبب عدم اصطحاب والدي إلى مواعيده – بما في ذلك فحص طارئ عند طبيب قلب بعد مشكلة قلبه المقلقة التي حدثت منذ شهر. إنهم يضرون بصحة والدي وسجناء الرأي الآخرين، ليتركوا الأمر إلى خيارين، إما أن يموتوا أو أن تستمر المعاناة حتى بعد إطلاق سراحهم.
والدي أحد الناجين من التعذيب، وسجين رأي، ومحتجز تعسفياً كما أعلنت الأمم المتحدة. لم يكن يجب أن يُسجن من الأساس، ولكن بعد مرور 12 عاماً ما زلنا نكافح لنضمن حصوله على العلاج الطبي المناسب للظروف التي سببها في الغالب التعذيب الذي تطبقّه أنظمة البحرين. يجب الإفراج عنه وجميع سجناء الرأي الآخرين على الفور دون قيد أو شرط”.
وعلق المدير التنفيذي لمنظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”، حسين عبد الله قائلاً: “على مدى السنوات العديدة الماضية، كنا نتبع اتجاهاً خطيراً من قبل الحكومة البحرينية، يتمثل في الممارسة المستمرة للإهمال الطبي المتعمد تجاه السجناء السياسيين الكبار. لا يوجد تفسير لمثل هذه الممارسة الشائنة باستثناء النية الواضحة من قبل الحكومة لتطبيق ضرر جسدي خطير على هؤلاء القادة السياسيين، مؤدياً لإنهاء حياتهم ببطء.
———–
معلومات أساسية:
عبد الهادي الخواجة هو مدافع بارز عن حقوق الإنسان ومواطن دنماركي بحريني اعتقل في عام 2011 في البحرين بعد قيادته لاحتجاجات سلمية للمطالبة بالحريات والحقوق الأساسية في البحرين. بعد مرور 12 عامًا تقريبًا، ما يزال في سجن جو ويواجه ظروفًا مزرية في السجن وحرمانًا منهجيًا من العلاج الطبي.
في نوفمبر 2011، وثقت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في تقريرٍ لها تعرض الخواجة للتعذيب والاعتداء الجنسي من قبل قوات الأمن في عام 2011. وقد حدث التعذيب في مستشفى قوة دفاع البحرين من بين أماكن أخرى.
في ديسمبر 2022 ، تبنى البرلمان الأوروبي قراراً بأغلبية ساحقة يقرّ بأن الخواجة يعاني من سلسلة من المشاكل الصحية المزمنة والتنكسية، بما في ذلك آلام الظهر الشديدة وضعف الإبصار، التي أتت نتيجة مباشرة لسجنه وتعذيبه وحرمانه من الحصول على الرعاية الطبية. علاوة على ذلك، أقرّ البرلمان الأوروبي بأن سلطات السجن في سجن جو تحرم الخواجة من العلاج الطبي الملائم.
في أبريل 2022، أعربت منظمة العفو الدولية ومركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR) عن القلق بشأن الإهمال الطبي المستمر للخواجة، الذي قد يعرض لخطر إصابة الخواجة للعمى، من بين أمورٍ أخرى متعددة.
يتبع العلاج غير المناسب للخواجة نمطاً صادماً من الإهمال الطبي في نظام السجون البحريني، حيث يُحرم المرضى من الرعاية المتخصصة والأدوية المخففة للألم، كما كشفت منظمة العفو الدولية في سبتمبر 2018.