2023 ,24 Mar

"المدرعة التركية": رمز المعاملة اللاإنسانية للسجناء في البحرين

المدرعة التركية:

تعتبر المدرعة التركية، المعروفة أيضاً باسم “الباص التركي”، أحد أشهر الرموز السيئة للمعاملة اللاإنسانية للسجناء في البحرين، وتُستخدم بالدرجة الأولى وسيلةً لنقل السجناء. يحوّل الهيكل المعدني القاسي للسيارة إلى فرن خلال فصل الصيف، ما يتسبب بحالاتٍ من الغثيان والتقيؤ والصداع وغيرها من الأعراض المرضية. لا يوجد نوافذ أو تهوية في المركبة، ما يترك السجناء في بيئة خانقة لساعات متتالية، وتتميز المركبة بالكراسي البلاستيكية الصغيرة والضيقة المحاطة بقضبان لتمنع السجناء من الوقوف أو الحركة، لا سيما مع تقييدهم القسري بالأغلال. هناك مركبات بحجمين، فبعضها يحتوي على زنزانة واحدة أو زنزانتين، في كلّ منها ستة كراسي. وتكون المساحة داخل الزنزانات ضيقة لدرجة أنها لا تتسع لستة أشخاص.

 

أثرها على السجناء:

للمركبة المدرعة هذه آثار وخيمة على ركابها من السجناء. وترسم الشهادات التي حصّلناها من الناجين والسجناء، بما في ذلك عبد الهادي الخواجة، صورةً مروعة للأوضاع داخل المدرعة التركية.

  • تُستخدم المدرعة التركية بصفة أساسية لنقل السجناء إلى المستشفيات ومرافق العلاج الأخرى. عند نقل السجناء إلى المستشفيات، غالباً ما يُوضعون معاً، حتى لو كان من بينهم مصابون بأمراض معدية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتقال العديد من الأمراض للسجناء ممن هم في حالة صحية حرجة من الأساس. 
  • يؤدي وضع المركبة القاسي إلى تدهور الحالة الصحية للمرضى السجناء، إذ يضطرون إلى البقاء في المدرعة حتى 7 ساعات أحياناً، وقد تسببت طريقة النقل هذه بوصول بعض السجناء إلى التبول على أنفسهم والتقيؤ داخل المركبة.
  • تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية في صيف البحرين، مترافقاً ذلك مع مستويات رطوبة عالية، وهو ما يتسبب بتحويل المركبة إلى ما يُشبه الفرن، ما يؤدي إلى القيء والصداع والأمراض، لا سيما مع نقص التهوية والازدحام.
  • في فصل الشتاء، يتسبب نقص التهوية في الشعور بالاختناق بين السجناء الذين يُنقلون مقيديّن في هذا المكان المغلق، ويجبرون على البقاء في وضعيات متصلبة لساعات.
  • يواجه السجناء الأكبر سنًا الذين يعانون من مشاكل في الظهر ألمًا مبرحًا عند الجلوس على الكراسي البلاستيكية شديدة الصغر، ويحتمل أن يتسبب ذلك بمضاعفات طويلة الأمد.
  • تتسبب المدرعة التركية أيضاً بقلقٍ وإجهاد شديدين بين السجناء، ما يُفاقم من صدمة التعذيب التي تعرض لها العديد من السجناء بالفعل.
  • السجناء الذين يرفضون نقلهم بواسطة المدرعة التركية يُعاقبون بالحرمان من مواعيدهم مع أطباء متخصصين ومن العلاج المناسب.

 

انتهاكات حقوق الإنسان في استخدام المدرعات التركية

على الرغم من شكاوى السجناء والناجين، لا يزال استخدام المدرعات التركية من المشاكل الملحّة في معاملة السجناء. يشكل هذا النوع من المركبات معاملة مهينة ولا إنسانية للسجناء، ويتعارض مع المعايير الأساسية لنقل السجناء.

لضمان حماية حقوق السجناء أثناء عمليات النقل، تتطلب المعايير الدولية احترام معايير المواد والسلامة المناسبة. تُحظر وسائل التقييد، مثل السلاسل والأغلال، ويجب ضمان صحة السجناء أثناء النقل. ينبغي توفير الاحتياجات الأساسية وفترات الراحة حسب الاقتضاء، وأن تكون عمليات نقل السجناء محدودة في الوقت وأن تستخدم أقصر الطرق المتاحة، وتجنب التأخيرات غير الضرورية. 

وفقاً لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)، وتحديداً القاعدة 32.2، يُحظَر نقل السجناء في ظروف سيئة من حيث التهوية والإضاءة، أو بأيَّة وسيلة تفرض عليهم عناءً بدنيًّا أو إهانة لا داعي لها.

 

خاتمة

يجب على الفور وقف استخدام المدرعة التركية في نقل السجناء من قبل السلطات البحرينية. نحث السلطات البحرينية على الامتثال للمعايير الدولية واحترام حقوق السجناء أثناء عمليات النقل.

للهيئات الدولية -بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر- دور حاسم في الضغط على السلطات البحرينية لوقف استخدام المدرعة التركية لنقل السجناء. يجب عليهم ضمان احترام الامتثال للمعايير الدولية وحماية حقوق السجناء أثناء عمليات النقل.

يجب على منظمات حقوق الإنسان أيضاً اتخاذ تدابير استباقية للدعوة إلى وقف استخدام المركبات المدرعة التركية وحماية كرامة وسلامة السجناء.

 

شارك